فن المشورة
بوصفي مُشيرًا أتحت له الفرصة للإستمرار في الكلام، فاستمرّ كي يشرح لي عدم رضاه عن العمل الدّيني في الجامعه
- غير متوفر حالياً
وماذا بعد أن أكرمني الله، بحكم مهنتي كطبيب نفسي، بخبرة تزيد على نصف قرن، فهل يصحّ لي الاحتفاظ بذلك كله لنفسي؟ إنني كما أقدم علمي وخبرتي لمرضاي – وبقدر المستطاع – فقد عزمت أن أقدم هذا كله في كتاب، هو عبارة عن حديث متبادل بيني وبين الطرف الآخر، والذي هو أنت القارئ الكريم، لعلك تستفيد منه بنعمة الله، وربما تفيد أيضًا من حولك.
إنك متهم بالتبسيط المُخِلّ، لقد قضيت حياتك لتحوّل القبة إلى حبّة، وهذه هي تهمتك، عندما كان الإنسان مأساويًّا جعلته تافِهًا، عندما كان مُبدِعًا جعلته مُنْتفِعًا، وعندما كان يُعاني في صمت وصفته بالخرف، وعندما استجمع جماع شجاعته أسميت هذا حافزًا وردّ فعل.
أيمكن حقًا أن أكون سعيدًا في أي حالة؟ نعم! خلافًا للاعتقاد الشائع، فالناس السعداء لا يولدون سعداء، بل يواجهون الصعوبات مثلنا جميعًا. الناس اكتشفوا شيئًا لم يتعلمه بقيتنا - كيفية الاستفادة العميقة من السعادة التي تتدفق مهما كانت الظروف.