كان عمره ثماني سنوات فقط، لكن يديه تحكيان قصة عمرها أربعون عامًا.

بين مطرقة ومسمار، لم يكن يبحث عن لعبة... بل عن لقمة عيش!

لنتحدث معا عن كتاب هام جدا وهو " اطفال برتبة عمال " للمولف د. احمد عبد الله رزة

"أطفال برتبة عمال" هو كتاب اجتماعي/بحثي مهم كتبه الدكتور أحمد عبد الله رزة،

يتناول فيه ظاهرة عمالة الأطفال في مصر، خصوصًا في المناطق الشعبية والفقيرة.

الكتاب يرصد كيف يُنتزع الأطفال من عالم الطفولة البريء ليُزجّ بهم في سوق العمل مبكرًا،

ويحلل الأسباب الاقتصادية والاجتماعية التي تدفع بالأطفال إلى العمل،

وكيف تؤثر هذه التجربة القاسية على شخصياتهم ونموهم وحياتهم المستقبلية.

من هو د. أحمد عبد الله رزة؟

هو مفكر وعالم اجتماع مصري بارز، اهتم بقضايا الشباب والطبقات الفقيرة والهجرة الداخلية وحقوق الإنسان في مصر والعالم العربي.

وُلد د. أحمد عبد الله رزة عام 1943.

وتوفي سنة 1991، وهو في عمر الشباب نسبيًا، بعد حياة مليئة بالعطاء العلمي والفكري.

حصل على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة كمبردج البريطانية، واحدة من أعرق جامعات العالم.

كانت رسالته للدكتوراه عن الهجرة الداخلية في مصر وعلاقتها بالحراك الاجتماعي والسياسي.

له مساهمات مهمة في فهم قضايا الشباب، والفقر، والعمالة المبكرة.

يعتبر كتابه "جيل أكتوبر" من الدراسات الرائدة في تحليل جيل الشباب المصري الذي خاض حرب أكتوبر 1973.

كتاب "أطفال برتبة عمال" من أبرز دراساته الاجتماعية حول عمالة الأطفال.

شارك في عدة مؤتمرات دولية وكتب أبحاثًا عن التنمية الاجتماعية وحقوق الإنسان.

كان معروفًا بأسلوبه الواقعي القريب من الناس وتحليله العميق لقضايا المجتمع.

لنتعرف معا علي اسلوب المولف

أسلوب الدكتور أحمد عبد الله رزة في كتابة "أطفال برتبة عمال" يتميز بعدة جوانب رئيسية تجعله مؤثرًا وواقعيًا في معالجة قضايا اجتماعية :يتسم الكتاب بأسلوب سردي واقعي، حيث يستند الدكتور رزة إلى قصص حقيقية لأطفال يعملون في ظروف قاسية، مما يعطي الكتاب طابعًا إنسانيًا عميقًا.

  • يتم استخدام الأمثلة الحية والقصص الواقعية لتوضيح النقاط الأساسية، مما يتيح للقارئ أن يشعر بصدق التجارب التي يمر بها هؤلاء الأطفال.
  • يناقش الأسباب الاقتصادية والاجتماعية مثل الفقر، التهميش الاجتماعي، ضعف التعليم، والهجرة الداخلية، وكيف تؤثر هذه العوامل على حياة الأطفال.
  • يعتمد في كتابه على بيانات وأرقام إحصائية تعزز من مصداقية التحليل، حيث يستخدم الدراسات الميدانية والمسوحات الميدانية في تفسير الظاهرة.
  • رغم أنه يتعامل مع موضوعات معقدة، إلا أن أسلوبه يتميز باللغة البسيطة والمباشرة، بحيث يمكن لأي شخص من مختلف المستويات الثقافية أن يفهم الرسائل التي ينقلها.
  • تجنب التعقيدات اللغوية أو الأسلوب الأكاديمي الذي قد يثقل فهم القارئ العادي.

بشكل عام، أسلوب د. أحمد عبد الله رزة في "أطفال برتبة عمال" هو أسلوب توثيقي تحليلي، يدمج بين التقارير الميدانية و التوعية الاجتماعية، مما يجعله كتابًا ذو تأثير قوي في تسليط الضوء على قضايا الأطفال وحقوقهم.

لك نبذة مختصرة عن كل فصل من الفصول التي ذكرتها من كتاب "أطفال برتبة عمال":

1- بين طفل الشارع والطفل العامل

في هذا الفصل، يناقش الكاتب الفرق الجوهري بين طفل الشارع والطفل العامل. طفل الشارع غالبًا ما يكون مفصولًا عن أسرته ويعيش في بيئة خطرة بلا رعاية، بينما الطفل العامل لا يزال مرتبطًا بعائلته لكنه يُجبر على العمل للمساهمة في إعالة الأسرة. يتناول الفصل الأسباب الاجتماعية والاقتصادية التي تفرز كل حالة، ويعرض تأثير الظروف المعيشية والتعليمية على مستقبل هؤلاء الأطفال.

2- الطفولة العاملة

يركز هذا الفصل على مفهوم "الطفولة العاملة"، موضحًا كيف يتحول العمل إلى جزء قسري من حياة الطفل في بيئات الفقر والصراع. يناقش أنواعا مختلفة من الأعمال التي يزاولها الأطفال، من العمل اليدوي الشاق إلى المهن البسيطة، مع استعراض للأضرار الجسدية والنفسية التي تلحق بهم. كما يعرض الفصل نماذج حية توضح واقع الأطفال العاملين.

3- عمل الأطفال: الأبعاد الدولية والإقليمية

ينتقل هذا الفصل إلى الإطار الأكبر، حيث يناقش عمل الأطفال من منظور عالمي وإقليمي. يعرض الاتفاقيات الدولية، مثل اتفاقية حقوق الطفل واتفاقيات منظمة العمل الدولية، التي تسعى لحماية الأطفال من الاستغلال. كما يتطرق إلى أوضاع الأطفال العاملين في مناطق معينة مثل العالم العربي وأفريقيا وآسيا، مع إبراز الفروق في الأسباب والنتائج بين الدول النامية والمتقدمة.

4- مقترحات المستقبل

في الفصل الأخير، يقدم الكاتب مجموعة من المقترحات لمواجهة ظاهرة عمل الأطفال، تبدأ بإصلاحات اقتصادية لدعم الأسر الفقيرة، مرورًا بتطوير أنظمة التعليم، وانتهاءً بوضع أطر قانونية صارمة تُجرم الاستغلال وتضمن إعادة دمج الأطفال العاملين في المجتمع والتعليم. كما يؤكد على أهمية حملات التوعية المجتمعية والشراكة بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني.

نرشحه الكتاب لعدة فئات مهمة، كلٌ له سبب:

1.العاملين في مجال حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني

  • لاستخدامه كمرجع ميداني في برامج حماية الأطفال ومكافحة عمالة الأطفال.
  1. 2. المعلمين والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في المدارس
  • لمساعدتهم على التعرف على مشكلات الأطفال العاملين وكيفية التعامل معهم تربويًا ونفسيًا.
  1. 3. صناع القرار والمسؤولين الحكوميين
  • لتوعيتهم بجذور الظاهرة والحلول المقترحة من أجل تطوير سياسات أكثر فاعلية.
  1. 4. الأهالي والمربين
  • لتنمية الوعي بمخاطر تشغيل الأطفال وأهمية الحفاظ على حقوقهم في التعليم والنمو السليم.
  1. 5. القراء المهتمين بالقضايا الاجتماعية

  • لأنه يطرح الظاهرة بأسلوب إنساني وتحليل اجتماعي مبسط، مما يجعله مناسبًا لثقافة عامة أو للنقاشات الفكرية.

شارك هذا المقال

التعليقات (0)

لا يوجد تعليقات حاليًا