**الكاتب: رولو ماي**

وُلد رولو ماي (1909–1994) وكان أحد أهم المنظرين في المدرسة الوجودية في علم النفس. عمل على تطوير رؤية تربط بين التجربة الإنسانية والبحث عن المعنى، وكان يؤمن أن الاستشارة النفسية والفكرية تساعد الإنسان على مواجهة قلقه الوجودي، وتحمل مسؤولية قراراته، وتحقيق ذاته.

**محتوى الكتاب**

في *فن المشورة*، ينظر رولو ماي إلى المشورة باعتبارها **عملية تشاركية**، فيها يتلاقى وعي المستشير مع خبرة المشير، حيث لا يُقدَّم الحل بشكل جاهز، بل يُساعد المستشير على اكتشاف ذاته وقدراته الكامنة. يوضح الكاتب أن الاستشارة ليست وصاية، بل هي تحفيز على التفكير، ومساحة حوارية تُمكّن الإنسان من الوصول إلى قرارات أكثر حرية ونضجًا.

**الفصول الرئيسية في الكتاب**

1.      **ماهية المشورة**

   يناقش رولو ماي معنى المشورة، ويبرز أهميتها كأداة للوعي والنمو الشخصي، موضحًا أن الإنسان كائن يسعى دائمًا إلى المعنى.

2.      **علاقة المستشير بالمشير**

   يركّز على أن نجاح المشورة يقوم على الثقة المتبادلة، والقدرة على خلق علاقة إنسانية تتجاوز التعليمات الجافة.

3.      **أخلاقيات المشورة**

   يعرض المبادئ الأخلاقية التي يجب أن تحكم عملية المشورة مثل السرية، الصدق، والاحترام المتبادل.

4.      **عوائق المشورة**

   يتناول العقبات التي قد تحدّ من فعاليتها، كالعجز عن الإصغاء، أو التسلط من قِبل المشير، أو التردد من قِبل المستشير.

5.      **المشورة والنمو الشخصي**

   يؤكد أن الهدف من المشورة ليس فقط حل مشكلة آنية، بل تعزيز وعي الفرد بنفسه، وزيادة قدرته على تحمل مسؤولياته واتخاذ قراراته بحرية.

6.      **المشورة كفن**

   يختتم رولو ماي بالتركيز على أن المشورة ليست تقنية جامدة، بل فن يتطلب خبرة، إنسانية، وبصيرة، لأنها تتعامل مع أعقد ما في الإنسان: ذاته ومعناه.

**خاتمة**

كتاب *فن المشورة* هو مرجع مهم لكل من يهتم بالعمل النفسي أو الاجتماعي، بل وحتى لكل قارئ يسعى إلى فهم أعمق للعلاقات الإنسانية. يقدم رولو ماي من خلاله رؤية وجودية تجعل المشورة رحلة اكتشاف للذات قبل أن تكون مجرد طلب نصيحة، مؤكدًا أن أفضل ما يمكن أن يقدمه المشير هو مساعدة المستشير على أن يرى بنفسه طريقه الخاص.